السومرية نيوز/ كربلاء
حذر معتمد السيد السيستاني في كربلاء عبد المهدي الكربلائي، الجمعة، من امتداد موجة الاحتجاجات في مصر إلى دول أخرى من بينها العراق إذا لم تتم معالجة الأسباب التي تؤدي إلى احتقان الشعوب، معتبرا الطبقية والتمييز واستشراء الفساد من أبرز أسباب الاحتقان في العراق.
وقال الكربلائي، خلال خطبة صلاة الجمعة، إن "على الحكومات دراسة أسباب الاحتجاجات التي تشهدها بعض البلدان، بهدف الوقوف على دوافع الغضب التي أخرجت الناس إلى الشوارع"، لافتاً إلى أن "أي بلد يعيش أبناءه الأسباب التي عاشها الشعبان المصري والتونسي لن يكون بمنأى عما جرى ويجري هناك".
واعتبر الكربلائي أن الفوارق الطبقية والاستبداد السياسي والفقر والشعور بالتمييز وتفشي الفساد، من أبرز الأسباب التي أدت بتلك الشعوب إلى الثورة على حكوماتها، مشدداً على أن "العراق ليس بمنأى عن الاحتجاجات التي تشهدها مصر وبعض البلدان، لأن إعطاء العراقيين فرصة اختيار من يمثلهم سياسيا ليس كافيا لمنع تكرار ما يجري في مصر".
وأوضح معتمد السيد السيستاني في كربلاء، أن "ملفات شائكة عديدة ما زالت دون معالجة، فمن الممكن أن تؤدي هذه الملفات إلى الاحتقان والغضب، لأن الشعب يريد التغيير نحو الأحسن دائما، ولا يكفي أن يقوم باختيار ممثليه السياسيين"، موصيا بـ"أهمية القضاء على الفساد المالي والإداري، وتوفير فرص حياتية للجميع والاعتماد على الكفاءة في توفير فرص العمل".
وشدد الكربلائي محذرا "من مغبة تحويل المناصب الحكومية إلى مناسبات لكسب الامتيازات الشخصية والعائلية"، وتابع بقوله "لقد حذرنا وعلى الآخرين أن ينتبهوا"، في إشارة منه إلى الطبقة السياسية في العراق.
وما زال مئات الآلاف من المصريين يخرجون لليوم الحادي عشر على التوالي بتظاهرات حاشدة للمطالبة بتنحي الرئيس المصري حسني مبارك، فيما أسفرت الاحتجاجات التي شهدتها تونس إلى فرار الرئيس التونسي زين العابدين بن علي الشهر الماضي.
وفي سياق متصل وصف الكربلائي ظاهرة الاغتيالات بالأسلحة الكاتمة، والتي تطال موظفين ومسؤولين في بغداد، بأنها "تثير الرعب في صفوف الموظفين وتعيقهم عن أداء وظائفهم"، مطالبا الأجهزة الأستخبارية بـ"تفعيل الجهد الإستخباري في أوساط الأجهزة الأمنية للقضاء على الاختراقات التي تعاني منها".
وأضاف أن "مسؤولين كبار في الدولة أشاروا لمرات عدة إلى أن سبب نجاح الجماعات المسلحة بالقيام بالاغتيالات وتهريب السجناء التابعين لها بشكل متكرر وتمكنها من القيام بالكثير من الانفجارات في مناطق حساسة، يعود إلى وجود اختراقات في صفوف الأجهزة الأمنية"، داعياً قيادات الأجهزة الأمنية "للعمل على كشف مكامن هذه الاختراقات من خلال تقوية الجهد الاستخباري بين أفرادها".
كما دعا الكربلائي الكتل السياسية إلى عدم التدخل في شؤون القضاء، وقال "نسمع من بعض القضاة أنهم يعانون من تدخل أطراف سياسية لصالح مدانين بجرائم قتل"، لافتا إلى أن "التدخل في شؤون القضاء لصالح من قاموا بتنفيذ عمليات مسلحة ضد المواطنين من شأنه أن يسهم باستمرار دوامة العنف".
وفي جانب من خطبة صلاة الجمعة، أكد الكربلائي على أهمية إسراع الكتل السياسية بحسم ملف الوزارات الشاغرة، وقال إن "إدارة هذه الوزارات بالوكالة من شأنه أن يعرقل مهامها"، لافتا إلى أن "الوزارات الأمنية تحديدا حساسة ومهمة ويتعين على جميع الأطراف أن تتفق على أشخاص قادرين على إدارتها بالسرعة الممكنة".
يذكر أن العاصمة بغداد تشهد منذ أشهر العشرات من عمليات الاغتيال التي تستخدم فيها أسلحة كاتمة للصوت، وقد استهدفت هذه العمليات موظفين كبارا ومسؤولين في الدولة، وبرغم إعلان الجهات الأمنية من وقت لآخر عن اعتقال عدد من الخلايا التي تقف وراء جانب من هذه الاغتيالات غير أن هذا الإعلان لم يؤدي إلى الحد من عمليات الاغتيالات تلك.