سقراط أحد العلماء اليونانيين، الذي كان له السبق في وضع النظريات في المنطق وفي نظام الحكم والقوانين الوضعية.. فمن أهم ما توصل إليه سقراط في نظريات الحكم وسيادة الدولة، هو نظام الديموقراطية، أو بالأصح تعديل وتحسين هذا النظام.. ومن المعروف أن هذا النظام، يعتمد على انتخاب أفراد الشعب للحاكم.. ومن المعروف أيضا أن هذه الأصوات الانتخابية، يمكن شراؤها من قبل المرشحين، ويمكن أن يتلاعب بها صاحب الجاه المال والإعلام كيف شاء.. فلذلك قام هذا العالم الحكيم بتعديل هذا النظام، بحيث جعله أكثر فعالية، وأكثر عادلية، في اختيار الحاكم المناسب، حيث أنه جعل المؤهل للانتخاب، هو ذاك الشخص الذي يتحلى بالعلم والحكمة والأخلاق الفاضلة، بالإضافة إلى وجوب أعدلية وأفضلية وأعلمية المرشح.. لكن هذا التعديل سرعان ما حورب، من قبل رجال الدولة آنذاك، ونكل بهذا العالم شر تنكيل.
تعليق على هذا الكلام :
من الملاحظ أن هذا العالم، أتى بنظرية تعد من أهم النظريات، التي يوافق عليها العقل والمنطق، في اختيار الحاكم.. لكن ألا يمكننا أن نتوصل إلى أبعد ممن توصل إليه سقراط؟.. نعم يمكننا ذلك.. لو دققنا النظر أكثر، في الشروط التي يجب أن تتوفر في المرشح والمنتخب لدى سقراط، لوجدنا ذلك أنها تحتاج إلى من يحدد هذه الشروط، ويقيم الأفضلية والأعلمية والأعدلية.. وهذا الشخص، يجب أن يكون على قدر كبير من هذه الصفات، لكي يمكنه التحديد والتقييم الصحيح.. فيا ترى من ذا الذي يصلح، أن يكون المحدد والمقيم للمرشح؟.. هذا ما عجز عن الإجابة عليه سقراط..
ولكن تأتي هنا نظرية أهل البيت (عليهم السلام)، التي تقول : إن من يقدر على هذه المهمة، مهمة الاختيار، هو الله وحده.. لأنه عين الكمال المطلق، الذي لا يمكن فرض النقص عليه، وهو الخبير بالعباد، وهو العادل الحكيم، وهو العالم بما تخفي الصدور والأنفس.. فلذلك تعين أن الله هو من يحدد هذا الشخص أو ذاك.. وسوف يكون هذا الشخص في أعلى مراحل العدل والعلم، لكي يتمكن من تحقيق الهدف من تنصيبه، أي بمعنى، أنه يجب عقلا أن يكون معصوما.
منقووووووووووووول: يوسف