نقلت الصين ستة من حيوان الدب الباندا بحرا وحشدت 600 ألف متطوع ترتسم على وجوههم الابتسامات وخمس طائرات لتشتيت ، الى جانب استغلالها لخبرتها الأولمبية في استضافة دورة الألعاب الأسيوية السادسة عشرة في مدينة جوانتتشو الجنوبية.
وقامت "مجموعة باندا الألعاب الآسيوية" بظهورها العلني الأول يوم الثلاثاء الماضي عندما انضم ستة حيوانات من مزرعة تربية الحيوانات "بيفنج جورج بريدنج بيز" من مقاطعة سيشوان الجنوبية الغربية لينضموا إلى حيوانات الباندا الست الموجودة بالفعل بحديقة حيوان "تشاينج جيانج سفاري بارك" المفتوحة في جوانغتشو.
وصرح دونج جويتشين مدير الحديقة لوسائل الإعلام الصينية قائلا: "ستكون الألعاب الآسيوية مناسبة خاصة بالنسبة لنا لاستعراض مساعي الصين لحماية الباندا".
وكانت الصين قد نقلت عددا إضافيا من الباندا إلى حديقة حيوان بكين قبل استضافة العاصمة الصينية لدورة الألعاب الأولمبية عام 2008 .
واستغل منظمو دورة الألعاب الآسيوية السادسة عشرة خبرة الصين الأولمبية في جوانب أخرى عديدة بداية من خطط إطلاق الطائرات والصواريخ التي تشتت السحب إلى تلقين المتطوعين كيفية الابتسام في وجه الزائرين واللاعبين.
وستستخدم الألعاب 85 ألف متطوع بينما سيعاون 500 ألف متطوع آخرون الشرطة والمسئولين في مسائل الأمن والمواصلات وتقديم المعلومات للزائرين.
وتطبيقا للنموذج الأولمبي في بكين ، وضعت الشرطة أكثر من مئة نقطة تفتيش أمنية بعدد المحطات الموجودة على طول الطرق السريعة ومحطات المواصلات المائية حول جوانغتشو وفي المقاطعات المجاورة.
وفرضت سلطات المدينة إجراءات مؤقتة خاصة بالطرق حيث قصرت استخدام السيارات الخاصة لتكون يوما بعد الآخر بدلا من استخدامها بشكل يومي على الطرق ، كما ستكون المواصلات العامة مجانية طوال فترة الآسياد.
وأمر مسئولو حماية البيئة بإيقاف جميع أعمال البناء والتشطيبات الداخلية للأبنية في جوانغتشو والمناطق المحيطة بها بداية من أول تشرين الثاني/نوفمبر في محاولة لتحسين نقاء الهواء في إجراءات سبق تطبيقها في أولمبياد 2008 .
ولتحسين صورة الصين الرياضية على مستوى العالم ، فقد تعهد المسئولون بمواصلة سياستهم الصارمة في مكافحة تعاطي المنشطات التي بدأوها قبل أولمبياد بكين.
وقال تشاو جيان رئيس لجنة مكافحة المنشطات خلال الآسياد في الأسبوع الماضي: "سنجمع نحو 1500 عينة بول و200 عينة دم خلال الألعاب الآسيوية".
وسيتم تحليل هذه العينات وكتابة تقاريرها يوميا عن طريق الوكالة الصينية لمكافحة المنشطات في بكين التي سبق أن تولت إجراء اختبارات المنشطات خلال الأولمبياد.
ونقلت صحيفة "تشاينا دايلي" عن تشاو قوله: "سيتم تطبيق إجراءات واختبارات الكشف عن تعاطي المنشطات وفقا للمعايير الأولمبية بعدما طورنا ثلثي الأماكن المخصصة لهذه الاختبارات قبل الأولمبياد".
ويتنافس 12 ألف لاعب ولاعبه من 45 دولة على 476 ميدالية ذهبية في 42 رياضة مختلفة في جوانغتشو.
وتم إدراج ألعاب الرقص الرياضي وسباق قوارب التنين والمسابقات المرتبطة بالأحذية والألواح المزودة بالعجل والشطرنج الصيني والكريكيت للمرة الأولى بقائمة الألعاب الآسيوية لأن اللعبات الست "يتمتعون بشعبية خاصة في المنطقة ويعكسون تنوع الثقافة الرياضية في آسيا" على حد قول المنظمين.
ولم يكن من الغريب أن تحطم الصين بالفعل رقما قياسيا جديدا بمشاركة 977 لاعبا منها ، ثلثاهم لم يشاركوا في دورة الألعاب الآسيوية السابقة في الدوحة عام 2006 أو في أولمبياد بكين 2008 .
وقال دوان شي جه رئيس البعثة الصينية في الآسياد الشهر الماضي: "نريد أن نجرب بعض اللاعبين الشباب في الألعاب الآسيوية وإعدادهم لأولمبياد لندن 2012".
ولكن الفريق الصيني أعلن كذلك أسماء 35 بطلا حائزا على ميدالية ذهبية بين صفوفه وستكون قارعة الطبول بلعبة سباقات قوارب التنين تشيا شيينج هي أصغر عضو بالفريق ببلوغها 13 عاما.
وتلقى جميع اللاعبين واللاعبات أوامر بحضور محاضرات حول مكافحة تعاطي المنشطات بينما طلب من اللاعبين ومدربيهم التوقيع على تعهدات بعدم تعاطي المنشطات.
وسيظل بطل سباق 110 أمتار حواجز الأولمبي السابق ليو شيانج هو بطل الجماهير الأول بدون منازع رغم خيبة الأمل التي أصاب بها جماهيره عندما انسحب من السباق في أولمبياد بكين للإصابة.
وأعرب ليو /27 عاما/ عن أمله في تجاوز مشكلة هبوط مستواه منذ أولمبياد بكين من أجل إحراز ذهبيته الآسيوية الثالثة في جوانغتشو.
وقال ليو الشهر الماضي خلال آخر تدريب حضرته الجماهير له قبل استعداداته الأخيرة للآسياد: "إن خصمي الأول في كل سباق سيكون أنا".
ومازالت هناك مليون تذكرة لم تبع بعد لمنافسات الآسياد وإن كانت تذاكر حفلي الافتتاح والختام قد نفدت فور طرحها في الأسواق.
وعلى عكس الملاعب الأولمبية التي كان غالبيتها يقع حول قرية "اولمبيك جرين" فإن ال15 موقعا الخاصا بالألعاب الآسيوية منتشرون في 12 مقاطعة مختلفة بجوانغتشو.
ويأمل المنظمون في أن تساعدهم هذه الاستراتيجية على تجنب مصير استاد "عش الطير" الأولمبي وبعض الملاعب الأولمبية الأخرى في بكين التي نادرا ما تم استخدامها منذ انتهاء الأولمبياد.
وقال ليو جيانغنان مدير الإدارة الرياضية في جوانغتشو: "ربما يكون هذا الأمر غير مريح خلال الألعاب وقد يجعل تحدي المواصلات ووسائل النقل أصعب بالنسبة لنا .. ولكن لا شك في أن الأمر سيكون مفيدا أكثر بالنسبة لسكان الأجزاء المختلفة من المدينة لسنوات قادمة".
وأضاف: "إننا لا نريد حدثا مذهلا يمتد إلى 16 يوما وحسب .. فنحن نأمل أن يستلهم السكان من اللاعبين حماسهم للرياضة وأن يحافظوا على هذا الحماس طوال حياتهم".