شلل الأطفال
تعريف
هو التهاب خطير يسببه فيروس، يصيب الصغار وقد يصيب الكبار أحياناً وقد يؤدي إلى الشلل الحركي التام. ولا يعد معظم مرضى شلل الأطفال مصابين بالشلل الدائم، لأن الشلل قد يحدث على درجات وفي عدة مجموعات من العضلات.
وهناك نوعان من شلل الأطفال هما الشلل الشوكي والشلل البصلي، ومتلازمة ما بعد الشلل. والشلل الشوكي هو أكثر الأنواع شيوعاً ويحدث هذا النوع عندما تهاجم فيروسات الشلل الخلايا العصبية التي تتحكم في عضلات كل من الساقين والذراعين والجذع والحجاب الحاجز والبطن والحوض. أما الشلل البصلي فهو يعد من أخطر أنواع شلل الأطفال، وينشأ نتيجة تهتك الخلايا العصبية في جذع الدماغ، وتتحكم بعض هذه الأعصاب في عضلات البلع وتحريك العينين واللسان والوجه والعنق، وقد تتأثر كذلك الأعصاب التي تتحكم في التنفس ودوران السوائل في الجسم.
المسببات
هناك ثلاثة فيروسات تؤدي إلى شلل الأطفال، وتسمى النمط الأول والثاني والثالث. حيث تهاجم الخلايا الحية وتنتقل الإصابة عن طريق الأنف والفم وتصل إلى الأمعاء، وتنتقل مع الدم إلى الدماغ عن طريق الألياف العصبية أو ينقلها الدم إلى الجهاز العصبي المركزي. ثم تدخل في الخلية العصبية وتتكاثر بسرعة حتى تتهتك الخلية أو تموت، وينشأ الشلل عند تهتك عدة خلايا.
الأعراض
أعراض شلل الأطفال مثل أعراض كثير من الأمراض، وهي تتمثل ألم الحلق والحمى والصداع والقيء، وقد تكون هذه الأعراض خفيفة بحيث يصعب على الطبيب تشخيص المرض على أنه شلل الأطفال، أما الإصابات الشديدة فلها نفس الأعراض السابقة ولكنها لاتختفي ، ويبدأ التيبس في عضلات الظهر والرقبة وتصبح العضلات ضعيفة والحركة عسيرة، وقد يحدث الألم في كل من الظهر والساقين، وبخاصة إذا أصبحت هذه الأعضاء مشدودة أو ممدة، وقد يعجز الإنسان عن الوقوف أو المشي إذا تمكن منه مرض الشلل.
وسائل العلاج
الوقاية خير من العلاج، يوجد نوعان من لقاح الشلل ، كلاهما يقي الإنسان – بإذن الله – من أمراض شلل الأطفال الثلاثة ويعطى اللقاح في صورة جرعات نموذجية في أربع جرعات، تعطى الجرعة الأولى في نهاية الشهر الثالث من العمر، والثانية في نهاية الشهر الرابع، والثالثة في نهاية الشهر الخامس، أما الجرعة الرابعة والأخيرة وهي جرعة منشطة فتعطى في نهاية الشهر الثامن عشر. ولم يكتشف العلماء حتى الآن دواء ناجع يستطيع قتل فيروس الشلل أو التحكم في انتشاره.
وتعد الراحة التامة أهم علاج لهذا المرض. ويستخدم الأطباء العصائب الساخنة الرطبة لتخفيف الألم ، وإذا اختفت الحمى، فيساعد أخصائيو العلاج الطبيعي المريض في تحريك الأطراف لمنع حدوث التشوهات والتيبس المؤلم في العضلات.
وتساعد التمرينات المركزة على تقوية العضلات واعادة تدريبها فيما بعد. وقد يتمكن المرضى حتى المصابون منهم بالشلل الشديد من الحركة الكافية لأداء عدة أنشطة. وقد يحتاج بعضهم إلى الجبائر أو الأربطة أو العكازات التي تساعدهم على الحركة. وقد يستخدم الأطباء جهازاً آلياً مثل جهاز التنفس الاصطناعي ليساعد المرضى على التنفس عند إصابة عضلات التنفس بالشلل.